السلطات تقفل النديم -المركز، ولكن النديم فكرة لا تُقفل!
تصرّ السلطات المصرية ان لا تعطي يوم إجازة للمدافعات عن حقوق الإنسان، وأن لا يمر يوم من دون أن تنتهك حقوق الإنسان. ففي 9 فبراير/شباط 2017، في يوم إجازة فريق المركز، اقتحمت عناصر من الشرطة مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي، وقامت بتشميع المركز بالشمع الأحمر.
وهذه المرّة الثالثة منذ فبراير 2016 التي تسعى فيها الدولة المصرية لإسكات مركز النديم من خلال محاولة تشميعه، بالإضافة الى منع الدكتورة عايدة سيف الدولة من السفر. وتأتي هذه الخطوة بعد قرار منع السفر للأستاذة عزة سليمان والأستاذة مزن حسن، مع تجميد حسابات كل من شركة المحاماة للأستاذة لعزة سليمان ونظرة للدراسات النسوية، ومحاولة تجميد حساب مركز النديم كذلك.
أن مركز النديم، يعتبر من الروّاد في مجالات مناهضة التعذيب وإعادة تأهيل ضحاياه، وقد عمل المركز بشغف طوال سنين عديدة بتقديم الخدمات للألاف من الضحايا، كما في مدّ العون أيضا للعديد من المنظّمات العربية في المنطقة ومشاركة خبراتهم في هذا المجال.
إن تشميع مركز النديم وملاحقة العاملات والعاملين في مجال حقوق الإنسان هو محاولة لإرهاق وإسكات ومعاقبة المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية والإظهار للمجتمع الدولي بأن الدولة المصرية لا تهتم بالدعوات والمطالبات الآتية من الجهات الدولية والإقليمية والمحلية باحترام حقوق الإنسان ومحاسبة الذين يمارسون الانتهاكات وشتى أنواع العنف ضد المصريين.
أن ما يقوم به النظام المصري، من إستهداف ممنهج للذين واللواتي يعملن وبشغف على رصد وتوثيق الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان، يؤكد على نيّة النظام المصري بإقفال أي صوت حرّ في مصر ورفضه لمحاسبة الجهات الرسمية التي تقوم بالانتهاكات، وبالتالي يتنصل من الالتزامات مصر امام المجتمع الدولي والعربي، كما أيضا، يتناقض مع حصول مصر على مقعد في مجلس حقوق الانسان، لأن من لا يحترم حقوق الإنسان في بلده و ضمن مؤسساته، غير جدير بحمايتها و صونها على صعيد المجتمع الدولي.
وعلى الرغم من إصرار الدولة المصرية على استمرار حربها ضد المدافعات عن حقوق الانسان، ما زلنا كتحالف إقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان نصر على الوقوف في وجه العنف والانتهاكات بالطرق السلمية والالحاح على اهمية عمل المدافعات عن حقوق الانسان في مصر ومساندتهن خلال هذه الحملة ضدهن، ومناشدة المجتمع الدولي لرفض ما يحصل في مصر.