مقابلات مع مدافعات عن حقوق الإنسان في السودان: ريم عباس
ريم عباس هي مدافعة عن حقوق الإنسان وصحفية من السودان، تعمل في مجال الدفاع والمناصرة من أجل حقوق الإنسان مع المجتمع المدني والمنظمات السودانية. فازت في عام 2011 بجائزة “بلوغهير” بسبب تغطيتها لحقوق الإنسان والأوضاع الراهنة في السودان. تلهمنا المدافعة ريم عباس بعملها الدؤوب والمستمر وتفانيها في الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم المدافعات. وهي عضوة في التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
عقدنا المقابلة مع الأستاذة ريم عباس قبل الإفراج عن المدافعات عن حقوق الإنسان المعتقلات في 8 مارس 2019.
-هل تشعرينَ بأنَّ هناك هجمةً حاليةً على المدافعاتِ عن حقوقِ الإنسانِ في السودان؟
يمكنُ القولُ أنَّ هذه الفترة لا سابقَ لها ولمْ نشهَدْ مثلها حتى في 2012. اليوم نشهدُ العددَ الأكبرَ مِنَ المعتقلاتِ المحتجزاتِ في السجون. الرقمُ كبيرٌ جداً. الهجمةُ برأيي جاءت بسببِ اختلاطِ النساءِ في الحراكِ الإجتماعيِ والسياسي، وكونهن يملكنَ معرفةً كبيرة، وهنَّ جزءٌ أساسيٌ من الحراك. يمكنُ بسهولةٍ ملاحظةُ تفاجؤ الحكومةِ التي لمْ تتوقعْ وجودَ أعدادٍ كبيرةٍ منَ النساءِ في الشوارع، في كل الأيام، في كل المواكب وفي الصفوفِ الأمامية، وحتى على وسائلِ التواصل الإجتماعي. المدافعاتُ في الشارع وفي الاعتصامات، في الأحياءِ والإضراباتِ العمالية، في الشركاتِ وفي مختلف القطاعات. الهجمةُ المتزايدةُ هي نتيجة زيادةِ عددِ المدافعات اللواتي هنَّ جزءٌ منَ النشاطِ السياسي الأكبر.
-ما هي الانتهاكاتُ التي تتعرضُ لها المدافعاتُ حالياً؟
تعرضت أعدادٌ كبيرةٌ من المدافعاتِ للتحرش. كثيراتٌ مِنَ النساَء تحدثنَ عنِ التحرشِ الجسديِ واللفظي واللمسِ بطريقةٍ معينة وغير ذلك من أشكالِ التحرش. هناك حالاتٌ كثيرةٌ منَ التحرش. حتى أنَّ بعضَ المعتقلين تعرضوا لها، ولكن النساء يتعرضنَ بشكلٍ أكبر، وخاصةً المدافعات العازبات. وتواجهُ المدافعاتُ تهديداتٍ عدة، أبرزها التهديدُ بالعارِ ونشِر صُورِهن. يتِّمُ الضغطُ على المدافعةِ اجتماعياً وأُسرياً. فالسلطاتُ تستخدُم هذه الضغوطَ المجتمعيةَ على النساء. ومن الضروري التحدثُ عن المدافعاتِ المعتقلاتِ في السجون، مثلاً السجيناتُ في قضايا أخرى يحقُ لهن أنْ يرينَ أطفالَهن وفي الزيارات، لكنَّ المدافعاتِ المعتقلاتِ أي المعتقلاتِ السياسياتِ لا يملكنَ هذا الحق، فتحقُ لهن زيارةٌ فقط كَّل اسبوعين او حتى مرةً كل شهر. وأيضاً هناك الضغوطُ الاجتماعية، كالضغطِ على الأبِ والأخِ والزوج. والمجتمعُ الذكوري قاسٍ على النساء. وأحياناً تؤخذُ صورٌ خاصةٌ مِنَ الهواتفِ وتُفضَحُ علاقاتٌ حميمية.
-هل تشعرينَ بأن هناك تزايداً في مقاومة المدافعات؟ وهل تشعرين بأنه يتمُ ابتكارُ طرقٍ خلّاقةٍ للمقاومة؟
أشعرُ بأنَّ هناك تقدماً كبيراً. أعدادٌ متزايدةٌ من النساءَ تحدثنَ عن التحرشِ ونشرنَ صوَر التعذيب. وهذه قفزةٌ كبيرة. لم تكنْ هذه الأمورُ لتحصلَ قبلاً. هذا دليلٌ على أنَّ النساءَ أقوى. النساءُ يبتكرنَ أساليبَ مقاومةٍ. قبلاً كانت النساءُ يستخدمنَ أسماءَ وهميةً، واليوم يستخدمن أسماءهن الحقيقية. وأصبح للنساءِ وجودٌ رقميٌ واضحٌ وبارز. هناك كميةٌ من النشاطِ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي لم تكن موجودةً من قبل. وهذا أمرٌ مهمٌ وملِهم. المدافعاتُ في الجامعات يوثقْنَ الحراك ويقدْنه وحتى لو من بيوتِهن.
ما هي توصياتك للمجتمعِ الإقليمي والدولي؟
نحن بحاجةٍ لكتابةِ موادٍ عن وضعٍ السودان. مقالاتٌ ومقابلات. هناك حاجةٌ إلى مادةٍ في الإعلامِ العالمي والاقليمي.ويجبُ أن يكونَ السودانُ موجوداً في الإعلام، وأن تكونَ حمايةٌ للمدافعاتِ ومناصَرةٌ للمدافعاتِ المعتقلات. الناشطون لا يمكنهم القيامُ بذلك لانشغالهم بالحراكِ المستمر بشكلٍ يومي. وهناك اعتقالاتٌ يوميةٌ أيضاَ. ولا يمكنُ لأحدٍ أنْ يقدِّمَ لائحةً نهائيةً بالمعتقلات والمعتقلين. هناك حاجةٌ لدعمِ أصواتِ المدافعاتِ في السودان.