من لبنان وفلسطين، شعب واحد، قضيّة واحدة، ومطلبين أساسيّن

الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2024

يُعرب التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا (WHRDMENA) عن غضبه العارم إزاء العدوان الإسرائيلي الاستعماري على جنوب وشرق لبنان خلال ال72 ساعة الماضية واستنكاره له بينما يتابع أيضا إبادته لسكان غزّة وفلسطين المحتلّة عموماً.  أسفر عن عدوان العدوّ الإسرائيلي حتى الآن قتل 558 شخص من بينهم 50 طفل وطفلة و94 نساء، وإصابة 1835 في لبنان فقط وفي أقل من 3 أيام، بالإضافة إلى الأشلاء التي لا يزال يتم جمعها والتعرف عليها. لقد تم استخدام الحرب السيبرانية والتكنولوجية المدعومة من الغرب بكثافة للحفاظ على الإبادة الجماعية التي ارتكبت، بدءًا من المراقبة، إلى تعقب المواقع، والتجسس، ومؤخرًا التسبب في مقتل المئات ومعاناة الآلاف في هجوم سريالي مرعب من خلال أجهزة الاستدعاء (البيجر) الشخصية. 

إن الكيان الاستعماري الصهيوني لا يخيب التوقعات في مدى توسعه في استخدام الإرهاب وجرائم الإبادة ضد الفلسطينيين والآن، اللبنانيين، تحت مزاعم باتت مكشوفة ومضحكة للعالم بأكمله، وهي محاربة الإرهاب، بينما طالما ارتكب هذا الكيان لعقود طويلة جرائم الإبادة والاحتلال وجرائم تنتهك قوانين ومواثيق حقوق الإنسان الدولي والمواثيق الإنسانية برمتها. وتأتي هذه الغارات الإسرائيلية ضد لبنان في ظل استمرار الإبادة بالفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفر عنها 41467 قتيلا و95921 جريحا أغلبهم من النساء والأطفال حتى اليوم. 

شهد العالم بأجمعه استجابات المدافعات والنسويات في فلسطين لحرب الإبادة في غزة من خلال توثيق جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والفلسطينيات من تهجير قسري وقتل واعتقال وعنف جنسي وتعذيب، حتى العمل على توفير بدائل للخدمات الصحية للنساء الحوامل والخدمات الطبية الضرورية خلال الولادة واحتياجات النساء للوازم الحيض والدورة الشهرية في ظل إبادة حقوق الصحة الإنجابية والجنسية للنساء في غزة. كما نشهد اليوم استجابة مدافعات ونسويات لبنان في توفير أماكن إيواء بديلة لسكان الجنوب واستضافتهم في بيوتهن، والتغريدات والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي عن أماكن آمنة مختلفة لتنزح آلاف الأسر من الجنوب إليها، في ظل الخوف ورسائل الترهيب التي أرسلتها قوات الاحتلال للبنانيين عبر رسائل نصية أو صوتية على هواتفهم الشخصية تفيد بضرورة إخلائهم الأماكن التي يوجد بها أسلحة لحزب الله، والجدير بالذكر أن هذه الرسائل الترهيبية لم تقتصر على جنوب لبنان، بل شملت أيضا “منطقة الحمرا، التي تضم وزارات حكومية وبنوكاً وجامعات.”. ويحدث كل ذلك في ظل تصميم قوات الاحتلال الإسرائيلية على ارتكاب إبادات جديدة، وفقا لما قاله رئيس أركان قوات الاحتلال العدوانية هرتسي هليفي بأنه “يجب أن نواصل العمل ضد حزب الله بكل قوتنا وألا نعطيه مهلة ليستريح.. سنسرع العمليات الهجومية اليوم ونكثف كل التشكيلات.. الوضع يتطلب تحركا حثيثا متواصلا على كافة الساحات.”. 

يُحذر التحالف الإقليمي للمدافعات من تكرار المشاهد المروعة في غزة وحدوثها في لبنان، حيث في خلال يومين فقط، أُقفلت العديد من المدارس لتتحول إلى مراكز إيواء، وتم قتل 4 أفراد من الطواقم الطبية، طبقا لمنظمة الصحة العالمية. كما يؤكد التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا (WHRDMENA) على كامل تضامنه مع مدافعات ونسويات لبنان وفلسطين، فالقضية واحدة، ونضالهن الدائم والحثيث على الحق في تقرير المصير والتوكيد على حقوق الإنسان للنساء ومجتمعات الميم والعين – أي أكثر المجموعات عرضة للعنف في النزاعات المسلحة – والتصدي للاحتلال وجرائم الإبادة مصدر إلهام لمدافعات ونسويات المنطقة بأكملها، نظرا لخبرة نسويات ومدافعات المنطقة في الطرق المختلفة والملتوية التي تفرضها أنظمة التمييز والإقصاء والأبوية والذكورية والعسكرة على المنطقة. 

وندعو كافة المجموعات والمنظمات الحقوقية والنسوية لمطالبة مجلس الأمن الأممي بعقد جلسة طارئة وفورية تُصدر فيها قرارا بالوقف الفوري للعدوان الصهيوني على لبنان، وذلك في ظل إصدار الجمعية العامة الأممية في دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة قرارا تاريخيا تطالب قوات الاحتلال الإسرائيلي فيه بالتوقف عن ممارسات الإبادة والاحتلال ومغادرة الأراضي الفلسطينية خلال 12 شهرا، واعتمادها قرار محكمة العدل الدولية في يوليو/تموز 2024، والذي أقر أن احتلال إسرائيل لقطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، غير قانوني، إلى جانب نظام الاستيطان والضم واستخدام الموارد الطبيعية المرتبط به. وأضافت المحكمة أن التشريعات والتدابير الإسرائيلية تنتهك الحظر الدولي للفصل العنصري والعرقي. وقد ألزمت محكمة العدل الدولية إسرائيل بإنهاء احتلالها وتفكيك مستوطناتها وتقديم تعويضات كاملة للضحايا الفلسطينيين وتسهيل عودة النازحين.”. يقف التحالف على صف واحد مع فلسطين ولبنان، مؤكدا على موقفه النسوي والسياسي تجاه قوات الاحتلال الإسرائيلية وحق الشعوب في تقرير مصائرها ضد كافة أشكال الاحتلال والاستعمار والترهيب. 

انضموا إلينا في إعلاء أصواتنا والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. يرجى التوقيع على البيان على هذا الرابط

كما أننا ندعو النسويات من كافة البلدان والمناطق للتعاون والتشبيك والعمل بتضامن، وملئ الساحات والنقاشات والمساحات على الانترنت وغيرها من التحرّكات، بالإضافة إلى متابعة عمل المجموعات الأهليّة وتحديد إمكانيات تقديم الدعم والتعاون لتعزيزه. ندعوكم للتواصل معنا لنساهم في تعزيز التشبيكات والنشاطات التضامنيّة. 

Facebook
Twitter
LinkedIn