مجزرة مستشفى المعمداني
بيان
18 أكتوبر – تشرين الأول – 2023
تعجز الكلمات عن التعبير عن رعبنا إزاء المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل ليلة 17 أكتوبر 2023 ضد المدنيين الأبرياء في غزة. ستُسجل مجزرة مستشفى المعمداني في التاريخ باعتبارها واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية على الإطلاق.
في انتهاك لكل القيم الإنسانية وعدد لا يحصى من مبادئ القانون الدولي ، استهدفت إسرائيل، بقيادة نظام بنيامين نتنياهو الإرهابي، مستشفى المعمداني في غزة، المعروفة أيضًا باسم المستشفى الأهلي العربي، والذي بالإضافة إلى إيواء المرضى العاديين والعشرات من الجرحى المدنيين في غزة، كان يأوي أعدادًا كبيرة من الفلسطينيين الفارين من عنف جيش الدفاع الإسرائيلي في أماكن أخرى في غزة.
وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي على مستشفى المعمداني إلى مقتل ما لا يقل عن 471 مدنيا، غالبيتهم (70%) من النساء والأطفال والمسنين، وإصابة أكثر من 314 آخرين، بالإضافة إلى 28 في حالة حرجة، بحسب الأرقام المعلنة وقت كتابة هذا البيان. وقد تم تنفيذ عملية الإبادة الجماعية هذه بعد تهديدات النظام الإسرائيلي الرسمية والمتكررة والموثقة بقصف المستشفيات القليلة المتبقية في غزة منذ أن بدأت حملة التطهير العرقي غير المقنعة على غزة يوم 8 تشرين الأول (أكتوبر).
ومن المتوقع أن ترتفع أعداد الضحايا في هذه المجزرة، حيث لا يزال الضحايا محاصرين تحت الأنقاض. بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية الساعة الثالثة بعد الظهر في 18 أكتوبر – تشرين الأول، بلغ إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي في اليوم الثاني عشر للعدوان حتى الآن 3478 قتيلا وأكثر من 12065 جريحا.
وأكد الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، قبل قصف مستشفى المعمداني أن “القوات الإسرائيلية محوت أنساب 371 عائلة بالكامل… (و) سجلت السلطات نحو 1200 بلاغ عن مفقودين تحت أنقاض المنازل، بينها نحو 500 بلاغ عن أطفال مفقودين”.
يدعو التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا (WHRDMENA) المجموعات والحركات والمنظمات الحقوقية والنسوية المحلية والإقليمية والدولية إلى الانضمام إلينا في الدعوة إلى محاسبة جميع الأطراف المسؤولة عن جريمة الحرب اللاإنسانية هذه على قدم المساواة. ويشمل ذلك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وحكومة الولايات المتحدة، والحكومات الأوروبية التي تواصل دعم الاحتلال غير القانوني لفلسطين والمحاولات المتواصلة للتطهير العرقي في غزة من قبل إسرائيل.
إننا نحمل المسؤولية لجميع المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين الذين يواصلون دعم أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل من خلال التصريحات العامة، والمعايير المزدوجة الصارخة، ومن خلال تزويد نظام الفصل العنصري بشكل مباشر بالمعدات العسكرية والأسلحة. إننا ندين التصريحات المضللة والوقحة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن صباح يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر، والتي أعلنها من تل أبيب حيث ذهب لدعم حلفائه الإسرائيليين المجرمين علناً، ونرفض بشدة جميع محاولات إلقاء اللوم على الضحية وتحريف الحقيقة.
إننا ندعو جميع منظمات حقوق الإنسان التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها وجميع منظمات حقوق الإنسان والناشطات النسويات في جميع أنحاء العالم إلى الدعوة إلى محاسبة جو بايدن على مساعدته والتحريض على ذبح مئات المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.
إننا نؤكد من جديد عدالة النضال الفلسطيني من أجل التحرير، ونؤكد أيضاً على حق الشعب الفلسطيني في النضال ضد العنف الاستعماري ومقاومته بكل الوسائل الضرورية. إننا نعلن، مع كافة شعوب العالم الحرة، أن الاستعمار والفصل العنصري هو استخفاف بالحضارة الإنسانية والشر الأكبر في طريق خلق عالم حر وإنساني وعادل.