مقابلات مع مدافعات: مع د. سكينة كريم في العراق
كان لنا لقاءٌ مع الدكتورة سكينة علي كريم لتسليطِ الضوء على واقعِ المدافعات في العراق – محافظة كركوك
بطاقة تعريفية
سكينه علي كريم، دكتوراه في القانون العام/الدستوري. أستاذةٌ جامعية وناشطةٌ مدنية، رئيسةُ لجنةِ حقوقِ الإنسانِ في كلية التربية الأساسية/جامعة كركوك.
العملُ في مجالِ حقوق الإنسان وحقوق المرأة منذ عام 2003 بعد سقوطِ النظام السابق.
مدافعةُ عن حقوق الإنسان.
؟المدافعاتُ عن حقوق الانسان تعددت رؤيتهن بشأن القضايا النسوية، ما هي رؤيةُ الدكتورة سكينة
قضايا المرأة هي قضايا وجودٌ، المرأة هي الحياة والوجود وأي انتهاكٍ لحقوقها هو انتهاكٌ للوجود الإنساني. قضايا المرأة هي إيماني وعقيدتي. أينما انتُهكَ حقٌ من حقوق المرأة، أعتبرُه قضيتي.
بصفتك قانونية، هل الاتفاقيات الدولية التي تخصُ المرأة نافذةٌ في الدستور العراقي ويُعمَلُ بها في القضايا الخلافية…
إن الدستور العراقي يُعتبرُ من أفضل الدساتيرِ في الشرقِ الأوسط مع وجود العديد من النقاط الخلافية. والدستورُ يدعم حقوق المرأة في العديد من الجوانبِ ويستند في العديد من مواده إلى الاتفاقيات الدوليه الخاصة بحقوق المرأة. والمشكلةُ الحقيقةُ المتسببةُ في انتهاكاتِ حقوق المرأة هي الأحزابُ المتنفذةُ في مجلسِ النواب التي تقوم بين الحين والآخر بمحاولة سن قوانين أو تعديلها لمناهضة حقوق المرأة، بالإضافة إلى السلطة التفيذية التي تتمثل فيها نفسُ الأحزاب النافذة.
سؤال: ماهي أبرز الانتهاكات والمضايقات التي تتعرض لها المدافعة عن حقوق الإنسان اليوم في العراق من واقع عملك كناشطة ومدافعة؟
1-الجانبُ الأمني : الذي يُعتبرُ تهديداً مستمراً لها ولفعالياتها وحرية حركتها.
2-الجانبُ الاجتماعي: إن العادات والتقاليد تعتبر من العوائقِ في العمل للمدافعة من حيث المناطق التي تتحركُ فيها وأيضاً من خلال المعلوماتِ التي تحصلُ عليها للدفاع عن النساء المعنفات.
3- الجانبُ السياسي : يتمثلُ في نقطتين، أولها الاستغلالُ الذي يتم للنساء من خلال الأحزاب السياسية وتبني قضايا حقوق المرأة (وهمياً) للوصول إليها ليس إلا، وهذا بحد ذاته من أبشعِ أنواع الانتهاك للمرأة ولحقوقِها وللمدافعات وفيه عرقلةٌ لأعمالهن. والنقطة الثانية تكمن في تبني ممثلي الأحزاب في الحكومة ومجلس النواب لقوانين مجحفةٍ في حق المرأة.
4- الجانبُ الإعلامي : إن الإعلام لا يولي الاهتمامَ الكافي بالمدافعات عن حقوق الإنسان من ناحيةٍ، بالاضافة إلى لجوءِ بعض الإعلام إلى إظهارِ المرأة بصورةٍ تقللُ من قيمتِها وبصورة غير مدروسة.
5- الجانبُ الاقتصادي: قلةُ الدعم الاقتصادي للمدافعاتٍ في إنجازِ أعمالٍ ونشاطاتٍ كبيرة لضمان عدم استغلالِهن واستغلال جهودِهن من قبل بعضِ الجهات السياسية.
6- الجانبُ القانوني : عدمُ وجودِ فقراتٍ قانونية واضحة لحمايةِ المدافعات عن حقوق الإنسان، وهذا بحد ذاته كارثي لأنه لا يحمي المدافعةَ في مواجهة كل المنتهكين لحقوق الإنسان الذين يكونون دائماً أصحابَ المال والسُلطة.
كيف تنظرين إلى أداء المدافعاتِ عن حقوق الإنسان في العراق عامة ؟
رغم كل التحديات والمعوقات التي تواجهُها المدافعة في العراق، إلا ان هنالك حقيقةٌ هي محطُ اعتزازٍ وفخر، ألا وهي العملُ الدؤوب والمستمرُ والجريء الذي تقومُ به المدافعاتُ… فقد وصلنا إلى مرحلةِ عدمِ الخوف من كل ما يهدُدنا ويحاولُ التقليلَ أو الاستهزاءً بعملنا، بل إن التحدياتِ أصبحت جزءاً طبيعياً من عملنا.
كيف تواجهين الانتقادات من حولك كونك مدافعةٌ عن حقوق الإنسان ومتطوعةٌ في مجتمعٍ خرج للتو من نزاعٍ متطرف ؟
الإرادةَ والإيمان بالقضية، بالإضافة إلى خبرةِ السنوات السابقة، تعطينا الإصرارَ في مواجهةِ التعقيداتِ في المجتمع.
بالإضافة إلى وجودِ العواملِ الذاتية التي أعتمدُ عليها وتزيدُ من قوتي وإصراري في مواجهةِ كل المشاكل في المجتمع المليء بالنزاع والخلاف. وكذلك وجودُ العواملِ الموضوعية التي تتمثلُ في العملِ ضمن فريقٍ مؤمن بقضايا المرأة.
وقمتُ أخيراً بإنشاءِ فريقٍ شبابي داخلَ الجامعة، وهو فريقٌ مؤمنٌ وعاملٌ على قضايا حقوقِ الإنسان وحقوقِ المرأة.
بالإضافةِ إلى وجودِ شبكةٍ للعلاقاتِ العامةِ الطيبة لنا التي تساعدُنا في عملنا.
أما الانتقاداتٌ فأنا متجاوزةٌ لها لإيماني التام بما أقومٌ به وفخري لمساعدةِ العديد من المعنَّفات. والعملُ الجدي والسيرةُ الذاتية لنا في المجتمع خيرُ سندٍ في المواجهة.
حاورتها
المدافعة سناء كريم الطائي.