اليمن: تصاعد وتيرة العنف ضد المدافعات

اليمن: تصاعد وتيرة العنف ضد المدافعات

على الرغمِ من أن 2019  كان عاماً صعباً على المدافعاتِ عن حقوق الإنسانِ في اليمن  ومليئاً بالتحدياتِ التي حدَّت  من قدرتهن على العملِ، فإنهن لا زلن يعملنَ في ظلِّ نطاقٍ  ضيقٍ  من الحرياتِ وأصبحنَ يعانينَ من فرضِ قيودٍ على التحركِ والعملِ والسفر،  وكذلك أصبح هناك تصاعدٌ في حدةِ وتيرةِ العنفِ حيال المدافعاتِ وازديادٌ في نوعِ  الانتهاكات ضدهن.

عانتِ المدافعاتُ في اليمن ولا زلن يعانينَ من تقييدِ عملهن في رصدِ الانتهاكاتِ وحتى الحضور والمشاركة ضمن إطارِ البلد. ففي الفترةِ السابقة فرضتِ  الحركةُ الحوثيةُ على النساء اصطحابَ محرمٍ معهن أثناء السفرِ وأصبح هناك مضايقاتٌ عديدةٌ للمدافعاتِ في نقاطِ التفتيشِ الخاضعة للحوثيين.

التحدياتُ

  • التشهيرُ، التهديد، التشويه، واستخدامُ صورهن في حملاتِ تشويهٍ وتشهير في مواقعِ التواصل الاجتماعي
  • التهديدُ بالقتلِ أو الاغتصاب
  • التهديدُ بقتلِ أو اختطافِ أفراد أسرهن
  • تهكيرُ إيميلاتهن وحساباتهن على مواقعِ التواصل الاجتماعي.

مدافعاتٌ تعرضنَ للانتهاكات :-

  • تلقت الزميلةُ والمدافعهُ هدى الصراري للعديدِ من التهديداتِ بالقتل لها ولأفرادِ أسرتها، وبعد ذلك قُتل نجلُها في ظل ظروفٍ غامضة
  • تعرضت الناشطةُ الحقوقيةُ البارزة عفراءحريري لتهديدٍ بالتصيفة الجسدية على خلفيةِ مواقفها السياسية من قبلِ مجهولين في مدينة عدن.
  • تعرضت المدافعهُ والصحافية نور سريب إلى حملة تحريضٍ وتهديداتٍ على خلفيةِ عملِها الحقوقي والصحافي.

 الإنجازاتُ

على رغمِ الصعوباتِ والتحدياتِ التي تعرضت لها المدافعاتُ اليمنيات، فإنهن أصرين على الخروجِ من دائرةِ الخوفِ والعملِ على مواصلةِ مسريتهن وعملهن على توحيدِ جهودهن في تكوينِ شبكاتٍ وتحالفاتٍ نسويةٍ داعمهٍ لهن ومساندة.

حصلت المدافعاتُ اليمنيات على جوائز تقدير لعملِهن ودورهن في الدفاع عن حقوق الإنسان:

  • حصلت رشا جرهوم على جائزة أنيتا أوجسبرج للمتمرداتِ ضد الحرب.
  • اختارت مجلةُ التايم رضية المتوكل واحدة من بين ِأكثر 100 شخصيةٍ مؤثرة حول العالم لعام 2019.
  • حصلت المدافعةُ والمحامية هدى الصراري على جائزة “أورورا” على نشاطها في الدفاعِ عن المختطفين والمخفيين قسراً ورُشحت لجائزة مؤسسة “مارتن إينالز” لحقوق الإنسان.

التوصياتُ :-

  • تقديمُ الدعمِ السريعِ والعملي والفعالِ للمدافعاتِ عن حقوقِ الإنسانِ المعرضاتِ للخطر.
  • توفيرُ الاستجابةِ السريعة والمرنة والفعالة.
  • إيجادُ خطةِ عملٍ شاملة في كل البرامجِ تلبية للاحتياجاتِ الأمنيةِ المحددةِ للمدافعاتِ عن حقوق الإنسان.
  • تقديمُ الدعمِ العملي الذي يسهمُ في تعزيزِ قدراتِ المدافعات.

أجزاءٌ من تقريرِ لجنةِ الخبراءِ الخاصين باليمن  لعام 2019

((في العامين الأخيرين، اتهمت أطرافُ النزاع النساءَ بالدعارةِ والاختلاطِ والفجورِ باستخدامِ مصطلحاتٍ مهينة كجزء من تهديداتهم العامة ومضايقتِهم المعارضين. في صنعاء، استخدمت سلطاتُ الأمر الواقع مثل هذه التهديدات والمضايقات عند قمعِ المظاهراتِ العامة التي تضمّ نساء ووجهت مثل هذه الاتهامات ضد النساء كوسيلةٍ لـ “إضفاءِ الشرعية” على الاحتجازِ التعسفي للنساء والفتيات. في اليمن، مثلُ هذه الاتهاماتِ والاعتقالات العامة لها عواقب وخيمة على النساء والفتيات، وتعمّقُ وصمةَ العارِ المفروضةِ أصلاً على النساء العاملاتِ خارج المنزل. هذا يؤدي إلى تطبيعِ استخدامِ هذه الإساءة المزرية، بما في ذلك نشرُ تصوّرٍ عن النساءِ والفتيات على أنهن عاهراتٌ محتملات، وتعزيزُ الفكرةِ الأبوية المتمثلة في أن سلوكَهن وحياتهن الجنسية تتطلبُ سيطرةَ الأوصياءِ الذكور. كل هذا يزيدُ من مخاطرِ العنف المنزلي، ويثني النساءَ والفتيات عن الحركةِ خارج المنزل، ويمنعُ مشاركتهن في المجالَين الاقتصادي والسياسي))

النساءُ المدافعات عن حقوق الإنسان

الشيء الذي أزعجهم حقًا هو عملي في مجالِ حقوق المرأة. قالوا لي أن أتوقفَ ، ضايقوني ثم اعتقلوني. كانت هناك أيامٌ من الاستجواباتِ المستمرة والابتزاز والاتهاماتِ بالدعاره والتهديداتِ ضد عائلتي. كان مؤلماً عاطفياً ومرهقاً. في إحدى الليالي جاء الحارس المسلح. دعاني بـ “الفتاةِ السيئة” بينما جردَّني من ملابسي واعتدى علي جنسياً بينما كنت أبكي. كانت أطول وأسوأ ليلة في حياتي “.

                                                                                          مدافعةٌ عن حقوق المرأة[1]

  1. قبل أيلول/سبتمبر 2014 ، قادت النساءُ في اليمن المظاهراتِ في الشارع بالاضافةِ إلى مطالب بالتغيير التدريجي. بحلول بداية عام 2019، توقف كل هذا تحت سيطرةِ وإكراه أطراف النزاع.[2] تحققَ الفريقُ من العديد من انتهاكاتِ العنف القائم على النوعِ الجنساني بناءً على أدلة تمَّ الحصولُ عليها من ما لا يقل عن 40 من الناشطاتِ والمدافعات عن حقوق الإنسان والصحفيين، إما استهدافهن أو زملاؤهن فكان على أساسِ النوع الجنساني أو بسبب العملِ في مجال حقوق المرأة، أو تفاقمه على أساس جنساني. وشمل ذلك المضايقةَ الجنسية والتهديدات بالاغتصابِ واتهامات الدعارة والاحتجاز والاعتداءَ على مكانِ سكن المرأه وطردَها من العمل والعنفَ الجنسي. وقعت هذه الانتهاكاتُ خلال الفترة 2015-2019، واستمر وقوعُ العديد منها على مدار عدةِ سنواتٍ واستمرت منذ التقرير السابق للفريق. من بين ما ذُكر، كانت 20 امرأة على قيد الحياة من هذا الاعتداء في الفترة من تموز/يوليو 2018 إلى حزيران/يونيو 2019. الانتهاكاتُ ارتُكبت من قبل جميع أطراف النزاع، ويُلاحظُ عادة في حالاتٍ متعدده توَحدُ أطرافِ النزاعِ المتباينة عندما يتعلقُ الأمرُ بقمع النساء الناشطات.[3]

Facebook
Twitter
LinkedIn