مقابلات مع مدافعات: مع الدكتورة مها حامد الصكبان في العراق
مدافعةٌ من العراق
عندما يتم التطرقُ إلى ملفِ حقوقِ الإنسانِ في العراق، يُذكرُ اسم الدكتورة مها حامد الصكبان، المدافعةُ والناشطةُ وصاحبةُ المبادرات الإنسانيةِ في مجالِ عملها، سواء الطبي أو الإنساني، فكلاهما مرتبطٌ بالآخر.
نتعرفُ إليها عبر هذه السطور.
بطاقةٌ تعريفية
– الدكتورة مهى الصكبان، طبيبةُ اختصاصٍ في أمراضِ الأطفالِ وحديثي الولادةِ والخُدَّج
ناشطةٌ في مجالِ حقوقِ الإنسان والدفاعِ عن حقوقِ المرأة-
شعاري في الحياة: لاشيء مستحيلاً، فالنساءُ مانحاتُ الحياة وباعثاتُ الأملِ وصانعاتُ التغيير –
– مؤمنةٌ كمدافعةٍ عن حقوقِ الإنسان بإحداثِ تغييرٍ في المجتمع، وخصوصاً العادات والتقاليد والأعراف الضارة بالمرأة.
كذلك عملت على الدفاعِ وتعزيزِ حقوقِ الأقليات وإعادةِ اندماجِهم في المجتمعِ وإيصالِ مطالبِهم إلى أعلى المستوياتِ الدولية، وخصوصاً حقوق الصابئة المندائيين وقومية الغجر. وعملت على تعزيزِ التعايشِ السلمي والتماسكِ المجتمعي في المناطقِ المحررةِ من سيطرة “داعش”.
كيف تقيمين واقعَ حقوقِ الإنسان اليوم في العراق؟
يمكنُ تقسيمُ مراحلِ تطورِ مفهومِ حقوقِ الإنسانِ إلى ما قبل 2003 وما بعدها وحتى يومنا هذا، إذ لم يكن هناك مفهومٌ متداولٌ ومعروفٌ، وغابَ تطبيقُ أدنى معاييرِ حقوقِ الإنسانِ، بالرغم من أن العراقَ كان طرفاً أساسياً في صياغةِ الإعلان العالمي لحقوقِ الإنسان.
بعد 2003 تمَّ التعريفُ بمفاهيمِ حقوقِ الإنسانِ والمعاهداتِ الدوليةِ المنبثقةِ عنها، نتيجةَ انفتاحِ العراقِ على العالمِ وتمَّت توعيةُ المجتمعِ بشأنِ مضامينِ الإعلانِ العالمي لحقوق الإنسان والمعاهداتِ والمواثيقِ الدولية كافة، إذ اعتمدَ العراق الجديد دستوراً مبنياً على الاعترافِ واحترامِ حقوق الإنسان وكافةِ شرائحِ المجتمع.
وبالرغم من كل هذه الجهود، فإن واقعَ حقوقِ الإنسان مزرٍ بسببِ الانتهاكاتِ الجسيمة التي يتعرضُ لها الإنسانُ العراقي.
كذلك هناك عاملُ الحروبِ والنزاعات التي يمر بها العراق منذ 2003 وإلى اليوم، ومن ضمنها انتهاكات “داعش” التي احتلت ثلثَ مساحةَ العراق واستعبدت سكانه ومارست كل أنواعِ الانتهاكاتِ الجسديةِ والإبادةِ الجماعية، وخصوصاً ضد النساء والأطفال، وكان ذلك سبباً رئيسياً في تدهورِ الحقوقِ والحريات.
إلا أن التظاهراتِ وثورة الشبابِ المباركةِ على النظامِ الفاسدِ في العراق، عواملٌ تبشِّر بالخيرِ وتدللُ على وعي جماهيري عارمٍ بهذه الحقوق.
دورُ المرأةِ العراقيةِ كان مؤثراً جداً في التظاهرات، كيف تصفين هذا النضالَ وما هو دورُكن؟
للمرأةِ العراقية دورٌ بارزٌ ومهمٌ ومعروفٌ في المشاركةِ في صنعِ تاريخِ العراق. المرأةُ العراقيةُ موجودةٌ، وبزخمٍ كبيرٍ في التظاهراتِ الحاليةِ من خلالِ المشاركةِ في المسيراتِ الاحتجاجيةِ والهتافاتِ والأناشيدِ الوطنيةِ والأشعارِ التي تصدحُ بها حناجرُ العراقيات، بالإضافةِ إلى تواجدهن في ساحاتِ الاعتصامِ إلى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليلِ لتقديمِ الدعمِ اللوجستي والمادي والمعنوي والقانوني للعملِ على استدامةِ زخمِ التظاهراتِ والاعتصاماتِ في كافة أرجاء العراق.
ودوري، بالإضافةِ لما ذكرتُ كناشطةٍ في الدفاعِ عن حقوقِ الإنسانِ، هو في دعم عوائل الضحايا وفي رصدِ وتوثيقِ الانتهاكاتِ وإيصالِ صوتِ الضحايا وذويهم، بالإضافةِ إلى إقامةِ جلساتِ توعيةٍ وتثقيفٍ للمتظاهرين والمعتصمين حول الحقوقِ والحريات والأمن الشخصي والإسعافات الاولية، والتطوعِ لمعالجة الضحايا طبياً ضمن فريقِ الإسعافِ الطبي في ساحة الاعتصام.
بالتوازي مع ذلك، هناك عملُ على بناءِ قدراتِ جيلٍ من الشبابِ والشاباتِ المدافعاتِ عن حقوق الإنسان.
هل هناك مطالبٌ خاصة بحقوقِ المرأة من قبلِ المتظاهرين في ساحاتِ الاعتصام اليوم؟
المرأةُ موجودةٌ بقوةٍ في ساحاتِ الاعتصامِ، وهي شريكةٌ أساسيةٌ وعلاقتُها بالرجلِ تكامليةٌ، وحالياً الموضوعُ أكبر من قضيةِ حقوقِ المرأة والرجل. الموضوعُ قضيةُ وطنٍ مسلوب.
عندما يتمُّ استرجاعُ الوطنِ سيكونُ للمرأةِ دورٌ بارزٌ في المشاركةِ لبناء الوطن. ولا يمكنُ بناءُ الأوطانِ دون مشاركةِ المرأةِ لأن البناءَ سيكونُ أعوجَ.
ما هي أبرزُ الانتهاكاتِ والمضايقات التي تتعرضُ لها المدافعةُ عن حقوق الإنسانِ اليوم في العراق من واقعِ عملِك كناشطةٍ ومدافعة؟
غالباً ما يتمُّ اتهامُ الناشطةِ بالتحررِ وتقليدِ مفاسدِ الغرب، كذلك بالخروجِ على التقاليد والأعراف والدين.
تتعرضُ المدافعاتُ للتهديدِ والتحرشِ والمضايقات.
اتهامُ المدافعاتِ بالعمالةِ والتجسسِ للدول الأجنبية وخصوصاً أميركا واسرائيل.
التحرشُ الجنسي واللفظي الذي قد يصلُ إلى التهديدِ واستعمالِ العنف.
عدمُ وجودِ دعمٍ ومساندةٍ من أفرادِ العائلةِ والمجتمع.
الاتهاماتُ بالحصولِ على أموالٍ ودعمٍ خارجي.
الملاحقاتُ الأمنيةُ ومراقبةُ التحركاتِ وأجهزةُ الاتصالِ ومواقعِ التواصل الاجتماعي.
ما هي الاتهاماتُ التي وُجهت إليكِ من الحكومةِ المحلية أو أفراد المجتمع؟
التحررُ والخروجُ على التقاليدِ والأعراف.
وصولُ رسائل تهديدٍ عبر الهاتفِ من أرقامٍ مجهولة.
الاتهامُ بالعمالةِ والتجسسِ للدول الأجنبيةِ وخصوصاً أميركا.
التحرشُ اللفظي بسببِ المظهرِ وعدمِ ارتداء الحجاب.
الاتهاماتُ بالحصولِ على أموالٍ ودعمٍ خارجي.
الملاحقاتُ الأمنيةُ ومراقبةُ التحركاتِ وأجهزةِ الاتصال ومواقعِ التواصلِ الاجتماعي.
الاقتحامُ المتكررُ لدارِ السكن ومحاولةُ العبثِ بمحتوياتِ الحاسوبِ الشخصي وكذلك محاولةُ السرقة.
التهميشُ الوظيفي وعدم إناطةِ المنصبِ بحسبِ الاستحقاقِ والادعاءات الكيدية من قبلِ الزملاء.
كيف تنظرين إلى أداءِ المدافعاتِ عن حقوقِ الإنسانِ في العراق عامة؟
تعملُ المدافعاتُ عن حقوقِ الإنسانِ بإيمانٍ كاملٍ، ولديهن هدفٌ واضحٌ لصناعةِ واقعٍ يحترمُ حقوقَ الإنسانِ مبني على المشاركةِ الفعليةِ بين الرجلِ والمرأةِ يتبنى مبادئ العدالةِ والمساواةِ في الحقوقِ والواجبات.
باختصارٍ أداؤهن رائع.
كيف تواجهين الانتقاداتِ من حولكِ كونك مدافعةً عن حقوقِ الإنسانِ ومتطوعةً في مجتمعٍ خرج للتو من نزاعٍ متطرف ؟
من خلالِ العملِ المخلصِ والدؤوبِ لخدمةِ المجتمع، تتغيرُ نظرةُ المجتمعِ للنساءِ بصورةٍ عامةٍ وللمدافعاتِ بصورةٍ خاصةٍ وفهمهن بصورةٍ إيجابية، وتكونُ المدافعةُ قدوةً ورمزاً للمجتمعِ نساءً ورجالاً.
رسالة تودين إيصالَها لمناسبة حملة الـ16 يوماً لإنهاء العنفِ ضد المرأة ؟
تحيةُ محبةٍ وتقدير لجميعِ النساءِ المدافعاتِ المثابراتِ والمضحياتِ في سبيلِ تعزيزِ حقوقِ الإنسانِ وبناءِ مجتمعاتٍ تعتمدُ حقوقَ الإنسانِ معياراً أساسياً في التعاملِ، وأقولُ لهن إن الحقوقَ تُنتزًعُ ولا تُمنحُ.
حاورتها
المدافعةُ سناء كريم الطائي.