أكثر من 40 منظمة إقليمية ودولية تتضامن مع المدافعات عن حقوق الإنسان في السودان
إنَّ المدافعاتِ عن حقوقِ الإنسان في السودان يُستهدَفنَ بشكلٍ متزايدٍ مِنْ قِبَلِ جهات حكومية متعددةٍ، وأصبحَ عملُهن المتواصلُ في الدفاعِ عنْ حقوقِ الإنسانِ يعرِّضُهنَ لكافةِ أشكالِ المخاطرِ والانتهاكاتِ. فمعَ تصاعدِ التحركاتِ الاحتجاجيةِ والاعتصاماتِ والتظاهراتِ الثوريةِ وتواصلِها، تضطلعُ المدافعاتُ بدورٍ قياديٍ بارزٍ، ليسَ فقط على المستوى التنسيقيِ للتحركاتِ، بلْ أيضاً في المُناصرةِ والدعوةِ وإلهامِ المجتمع للانتفاضِ على السياساتِ القمعيةِ والتعسفية. وهذا ما قد يفسِّرُ تلكَ الهجمةَ المتزايدةَ على المدافعاتِ عنْ حقوقِ الإنسانِ في السودان.
تمكَّنَ “التحالفُ الإقليميُ للمدافعاتِ عن حقوقِ الإنسانِ في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا” من توثيقِ ما يقارِبُ المئةَ انتهاكٍ بحقِ المدافعاتِ عنْ حقوقِ الإنسانِ منذ مطلعِ الاحتجاجات في كانون الأول/ديسمبر 2018. وتترواحُ تلك الانتهاكاتُ بين تهديداتٍ مبطَّنةٍ ومباشِرةٍ واحتجازاتٍ مؤقتةٍ واعتداءاتٍ بالضربٍ والإعتقالِ والمضايقاتِ القانونيةِ التي تهدفُ إلى إبعادِ المُدافعاتِ عن مركزِ الاحتجاجات.
منذُ انطلاقِ التحركاتِ، تعرضت نحو مئةِ مدافعةٍ للاحتجازِ التعسفي، بينهن الأستاذةُ هاديا حسب الله، ولا تزالُ هناك أكثر من 35 مدافعةً خلفَ القضبانِ كالدكتورتين إحسان الفقيري وآمال جبرالله والأستاذة عديلة الزئبق وهنادي فضل وحنان حسن القاضي والمدافعات خالدة صابر و أماني حسبو وعزيزة عوض وهويدا محمد الحسن التي تعرَّضت للاعتقالِ مرتين. واستُدعِيَت أكثر من أربعِ مُدافعاتٍ للتحقيقات، وتمَّ تلفيقُ تهم لهن، كالمدافعة والصحافية النور المتهمةِ “بنشرِ أخبارٍ زائفةٍ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي”. هذا بالإضافةِ إلى المدافعاتِ اللاتي تلقينَ التهديداتِ بطرقٍ مختلفة، إما عبرَ الهاتف أو بقصفِ منازلِهن واستهدافِها بقنابل الغاز وسوى ذلك مِنَ الأسلحةِ بهدفِ ترهيبِهن وتخويفِهن. ومِنَ المؤكدِ أنَّ المدافعاتِ اللاتي يقُمنَ بنشاطِهنَ السلميِ بعيداً مِنْ مناطقِ التجمعاتِ الحاشدةِ كالعاصمةِ يتلقينَ تهديداً أوسعَ وتصلُهن رسائلٌ بأنهن “وحدَهن كونهنَ بعيداتٍ” جغرافياً عن المركزِ، مما يُبْرِزُ كيف تلعبُ السُلطاتُ على وترِ عزلِ المدافعاتِ بشكلٍ قصدي. كما أدى الهجومُ الوحشي للسلطاتِ إلى مقتلِ أنصاف موسي في تظاهرةٍ في القضارفِ بشرقِ السودان يوم 20 كانون الأول/ديسمبر ومريم محمد عبدالله التي قضت بالرصاصِ الحي أثناء مشاركتِها في تظاهرة عطبرة السلميةِ بعد ذلك بثلاثةِ أيام.
وعلى الرغمِ من هذه المخاطرِ، لا تزالُ المدافعاتُ ينخرِطنَ في الاحتجاجاتِ ويلعبنَ دورهنَ، كاسراتٍ للقيودٍ ومتخطياتٍ التهديدات. وتنضمُ إلى حركةِ المدافعاتِ عنْ حقوقِ الإنسانِ شاباتٌ جديداتٌ مِنَ المدافعاتِ المنخرطاتِ في العملِ الطلابي. في كلِّ أنحاءِ السودانِ تنظمُ المدافعاتُ أنفسَهن بطرقٍ مختلفةٍ ومبتكرةٍ لمقاومةِ سياقٍ عدائيٍ وأبويٍ معادٍ لهن. وهنَّ يدركنَ المخاطرَ التي تواجهُهنَ ويعرفْنَ مِنْ تجاربهِنَ السابقةِ المؤلمةِ الثمنَ الذي يدفعْنَه، وهو وضْعُ أنفسِهنَ وعائلاتِهنَ على المحكِ منْ أجلِ الدفاعِ عنْ حقوقِ الإنسان. فالمدافعاتُ عنْ حقوقِ الإنسانِ يعملْنَ دونَ وجودِ أي آلياتِ حمايٍة قانونيةٍ تسمحُ لهنَ بالحصولِ على المساعدةِ القانونيةِ والنفسيةِ والطبيةِ، على الرغمِ مِنْ تعرضِهن المتكررِ والمتزايدِ للتعذيبِ وسوءِ المعاملةِ على أيدي جهازِ الأمنِ عندَ إلقاء القبضِ عليهنَ أو في الطريقِ أو عندَ الوصولِ إلى مراكزِ الإعتقال، كحالِ المدافعةِ أسيل عبدو التي تعرضَّت للضربِ الُمُبرحِ على أيدي عناصرِ الأمن.
نحن المجموعات والمنظمات والمدافعات الموقعات أدناه نتضامن مع المدافعات عن حقوق الإنسان في السودان ونطالب الحكومة السودانية بالإفراج الفوري عنهن واسقاط جميع التهم المفبركة ضدهن. على الحكومة السودانية التعهد بالامتناع عن استهداف المدافعات عن حقوق الإنسان كأداة لعرقلة عملهن ومنعن من المطالبة بحقوقهن والتعبير بحرية.
يجب أن تحترم الحكومة السودانية حقوق المدافعات عن حقوق الإنسان وحقوق النساء في السودان وذلك وفقًا لـ آليات حقوق الإنسان الدولية والأفريقية مثل الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، حيث يتطلب من الدول التي صادقت عليه ضمان الحماية المتساوية (المادة 3) واحترام حقوق الإنسان والسلامة الشخصية (المادة 4) واحترام كرامة الإنسان (المادة 5) والحماية من التعذيب والمعاملة والقسوة واللاإنسانية والمهينة (المادة 5) لجميع الناس. وقعت السودان على البروتوكول الملحق بالميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في إفريقيا (بروتوكول مابوتو) في 30 يونيو / حزيران 2008 ولم تصادق عليه. تلتزم الدول الأطراف في بروتوكول مابوتو بمكافحة جميع أشكال التمييز ضد المرأة من خلال التدابير التشريعية والمؤسسية وغيرها من التدابير المناسبة.
استناداً إلى بروتوكول مابوتو، نشجع حكومة السودان على:
– إنهاء جميع أشكال الاضطهاد ضد المدافعات عن حقوق الإنسان ؛
– اتخاذ تدابير فعالة لإنهاء شرعية العنف ضدهم ؛
– إنشاء آليات لحماية المدافعات عن حقوق الإنسان في السودان.
المنظمات الموقعة:
1- التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال افريقيا
2- المركز النسوي للبحوث المستقلة- اليونان
3- اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في شمال أفريقيا
4- الشبكة الوطنية للمدافعات عن حقوق الإنسان في هندوراس
5- اتحاد اللاجئين والمهاجرين في جنوب أفريقيا
6- تجمع نساء شرق دارفور
7- اورنامو للعدالة والحقوق
8- مرصد الصحراء لحقوق الانسان والديمقراطية والسلام
9- النساء الان
10- المبادرة السودانية للحقوق والحريات
11- شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية
12- منظمة العفو الدولية
13- منظمة حقوق النساء في التنمية
14- مركز البحرين لحقوق الانسان
15- سيفيكس
16- فريق البحث المعني بالمرأة والقوانين في السينيغال
17- دفاع للحقوق والحريات – اليمن
18- مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب
19- حرية- مصر
20- مركز المبادرات التنموية في سريلانكا
21- فرونت لاين ديفيندرز
22- مركز للفضاء العلماني، بريطانيا
23- الخدمة الدولية لحقوق الانسان | انترناشونال سيرفيس فور هيومان رايتس
24- جاسس، جاست اسوشياتس
25- نظرة للدراسات النسوية
26- الحرية للنساء الكاتبات، افغانستان
27- شبكة المنظمات غير الحكومية في وسط افريقيا
28- مركز الموارد للنساء
29- العلمانية قضية نسائية (SIAWI)
30- تحالف المثليات الإفريقيات
31- صندوق العمل العاجل للنساء – أفريقيا
32- تام للتنمية والإعلام-فلسطين
33- المسيرة العالمية للمرأة، وومنز مارش غلوبال
34- المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب
35- منظمة مادري
36- مشروع المدافعات عن حقوق الإنسان في السودان
37-منظمة حقوق للسلام
38- شبكة غرب أفريقيا للمدافعين عن حقوق الإنسان
39- منظمة النساء الكرديات والشرق الأوسطيات
40- منظمة سوليدار
41- لجنة العدالة
الأفراد:
1- سالي ارمسترونغ، صحفية، كندا
2- لينا الحسني، اليمن
3- يسرى، صحفية
4- مريم الخواجه، مدافعة عن حقوق الإنسان
5- نورجهان أكبر، افغانستان/ واشنطن
6- رولى أسد، مؤسسة شبكة الصحفيات السوريات
7- فاتو سو، بروفسور علم الاجتماع في السنيغال
8- شارلوت برونش، بروفسور متميزة في دراسات الجندر والمرأة، الولايات المتحدة الأميركية
9- اميليا نوفر، البرتغال