للتوقيع يرجى النقر هنا.
رسالةٌ من منظماتٍ نسويةٍ، ومنظمات حقوقية وافراد نشطاء بشأن الانتهاكات التي يتعرض لها المدافعين والمدافعات عن حقوق الانسان في العالمِ العربي والمغربِ الكبير
تحيةٌ وبعد،
نحنُ الموقعات والموقعون أدناه نودُ أنْ نعرِبَ عن قلقِنا وخوفِنا حيالَ حملاتِ القمعِ الأخيرة في السعودية ومصر. ففي السعودية لا تزالُ المدافعاتُ اللواتي اعتُقلنَ في 15 أيار/مايو 2018 وراءَ القضبان من دونِ محاكمةٍ أو أسسٍ قانونيةٍ لاحتجازهن. وفي مصر لا تزالُ المدافعات يتعرضنَ لمضايقاتٍ على الصعيدين القانوني والقضائي، بما في ذلك الاستدعاءاتُ الدورية للتحقيق، وما زالت السلطاتُ تمددُ احتجازَ المُدافعةِ أمل فتحي لمجردِ انتقادِها التحرش.
منذ 15 أيار/مايو 2018، اعتقلتِ السلطاتُ السعودية ما لا يقلُ عن 12 مدافعةً عن حقوقِ الإنسانِ يركزُ عملهنَ بشكلٍ بارزٍ على استعادةِ حقِ المرأة في القيادةِ والمطالبة بالقضاء على ولاية الذكور على الإناث وحماية النساء من كافة اشكال العنف، وذلك قبلَ أسابيع من رفعِ حظرِ قيادة السياراتِ المفروضِ على النساء في السعودية. تم تحديدُ بعضٍ من هوياتِ المدافعاتِ اللواتي لا يزلنَ قيد الاحتجاز، وهن: لجين الهذلول، إيمان النفجان، عزيزة اليوسف، نوف عبد العزيز، مياء الزهراني ومؤخراً ضُّمت إليهن هتون الفاسي.
عقب الاعتقالاتِ أطلقتِ السلطاتُ السعودية ووسائلُ الإعلامِ المنحازة إلى الحكومة وحساباتٌ وهمية على وسائلِ التواصل الإجتماعية حملةَ تشهيرٍ عامة لمحاولةِ تشويهِ سمعةِ المدافعاتِ عن حقوقِ الإنسان بنعتِهن بـ”خائنات”، وانهن يشكلن خطر على الامن السعودي.
وفي مصر اعتقلتِ السلطاتُ المصريةُ المدافعةَ أمل فتحي في 11 أيار/مايو على خلفيةِ نشرِها فيديو تنتقدُ فيه التحرشَ وفشلَ الحكومةِ في حمايةِ النساء، ولا تزالُ السلطاتُ تمدد توقيفَها. وفي 3 تموز/يوليو تم تجديدُ احتجازِها إلى 15 تموز/يوليو.
وفي 27 أيار/مايو استدعى قاضي التحقيقِ في “القضية 173” المعروفةِ باسم “قضيةِ التمويل الأجنبي” مؤسِستَي “مركز النديمِ لمناهضة العنف والتعذيب” المدافعتين د. سوزان فياض ود. ماجدة عدلي للتحقيق. وأُخلي سبيل د. ماجدة بكفالة قدرها 20000 جنيه. وفي 16 يونيو/حزيران استدعتِ السلطاتُ المصرية المدافعةَ مُزْن حسن، المديرة التنفيذية لـ”نظرة للدراسات النسوية” ثم أخلت سبيلَها بكفالةٍ قدرها 30000 جنيه. ويُذكرُ أنها والمُدافعة عزة سليمان ممنوعتان من السفرِ مع تجميد أرصدتهما.
تصادفُ هذه السنة الذكرى العشرون لتبني إعلانِ المدافعينَ عن حقوقِ الإنسان، وكذلك تحلُ الذكرى السبعون للإعلانِ العالمي لحقوقِ الإنسان مع الذكرى الـخامسة والعشرين لتأسيسِ مفوضيةِ الأممِ المتحدةِ الساميةِ لحقوقِ الإنسان. وكما نعلمُ جميعاً، إنَّ الإحترامَ التام لحقوقِ الإنسان جزءٌ لا يتجزأ من الأهدافِ التي تعملُ لتحقيقِها المدافعاتُ عن حقوقِ الإنسانِ في الشرقِ الأوسط وشمال أفريقيا. ولذلك، نرجو أنْ نلفتَ انتباهَك إلى حقيقةِ أن العديدَ من الحكوماتِ في المنطقةِ لا تزالُ تفشلُ في أداءِ واجباتِها لضمانِ احترامِ حقوقِ الإنسان والحرياتِ الأساسيةِ للمدافعات وحمايتها.
وكما نعلم، فإنَّ سياقَ الانتهاكاتِ للمدافعاتِ عن حقوقِ الإنسانِ في المنطقة مميزٌ من حيثُ العنف المهيمن ضد المرأة عموماً ويشكلُ مخاطرَ إضافيةً للمدافعاتِ اللواتي يلعبنَ بشكلٍ متزايدٍ دوراً واضحاً وبارزاً داخلَ الحركاتِ الإجتماعيةِ المختلفةِ وعلى الخطوطِ الأماميةِ للمواجهة. تعملُ المدافعاتُ عن حقوقِ الإنسانِ في المنطقةِ في سياقٍ مِن كراهيةِ النساء والتمييزِ الجندري. ويتجلى ذلك بوضوحٍ من خلالِ تزايدِ معدلاتِ العنفِ ضد المرأة وقتلِ النساء وتقييدِ حقهن في اتخاذِ قرارتٍ باستقلالية.
ففي مطلعِ عام 2018 اعتقلتِ السلطاتُ السودانية أكثرَ من 20 مدافعةً عن حقوقِ الإنسانِ بشكلٍ تعسفي لمجرِد مشاركتِهن في تحركاتٍ سلمية. وبدورها عملتِ السلطاتُ السودانية على تشويهِ سمعةِ بعضِ المدافعات باستخدامِ قوانينِ النظام العام، وهو نظامٌ ذكوريٌ يهدف إلى تقييدِ حركةِ النساءِ في البلاد، وبموجبه اُتهِمت ناشطاتٌ بالفجور.
وفي شباط/فبراير، اغتيلت المدافعةُ والمحاميةُ ريهام البدر خلالَ ممارستها عملِها الإنساني والحقوقي في اليمن.
ومؤخراً تصاعدتِ التهديداتُ والضغوطاتُ في السعودية ومصر على خلفيةِ حملةِ التشهيرِ الهادفةِ إلى محوِ عملِ المدافعاتِ وتسليطِ الضوءِ على كونهن نساءٌ فقط، أي غير مهمات، لتسخيفِ دورِهن الأساسي في تحسينِ المجتمع.
ولذلك، ندعوك بصفتك المقررَ الخاصَ المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان إلى:
– التنديدِ بهذا القمعِ غير المسبوقِ للحرياتِ الأساسيةِ من جانبِ السلطاتِ السعوديةِ والمصريةِ، وإلى دعمِ القيمِ الديمقراطية وحمايتها بما يتماشى مع طموحاتِ ولايتك، والتدخلِ مع السلطاتِ للمطالبةِ بالإفراجِ الفوري وغير المشروط عن جميعِ المدافعاتِ عن حقوق الإنسان المعتقلات، وبينهن لجين الهذلول، عزيزة اليوسف، ايمان النفجان، هتون الفاسي، نوف عبد العزيز ومياء الزهراني وأمل فتحي؛ والمطالبةِ بوقفِ حملةِ القمعِ وكل أشكالِ المضايقاتِ للمدافعاتِ عن حقوقِ الإنسان في السعودية ومصر، بما في ذلك على الصعيِد القضائي، ونشرِ بياناتٍ علنيةٍ تتعلقُ بهذا الموضوع.
-التشديدِ على حقِ كل فردٍ في تعزيزِ حقوقِ الإنسان وحمايتها من دونِ الخوفِ من أي أعمالٍ انتقامية، والضغطِ على الدول كافةً لاتخاذ التدابير اللازمة لضمانِ حقوقِ جميع المدافعاتِ عن حقوق الإنسان وسلامتهن، خصوصاً اللواتي يمارسنَ حقهنَ في حريةِ الرأيِ والتعبيرِ والتجمعِ السلمي وتكوينِ الجمعيات، وهي أمورٌ أساسيةٌ وجوهريةٌ في تعزيز ثقافةِ حقوقِ الإنسان وصونِها.
-التنديدِ بشدةٍ بأعمالِ العنفِ والاستهدافِ والتجريمِ والترهيبِ والتعذيبِ والإخفاءِ والإغتيالِ التي تتعرضُ لها المدافعاتُ في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا.
-إدانةِ كلِ أعمالِ التخويفِ والانتقامِ التي ترتكبها جهاتٌ تابعةٌ للحكومة وأخرى غير تابعةٍ للحكومةِ ضدَّ المدافعاتِ عن حقوقِ الإنسانِ اللواتي يتعاونَّ مع هيئاتٍ إقليميةٍ ودولية، بما في ذلك الأمم المتحدة وآلياتها.
-دعوةِ دولِ المنطقةِ إلى اتخاذِ خطواتٍ ملموسة لوقفِ الانتهاكاتِ بحقِ المدافعاتِ عن حقوق الإنسان، والحضِ في هذا الصددِ على الإفراجِ الفوري وغيرِ المشروطِ عن المدافعاتِ المسجوناتِ لممارستِهن الدفاعَ عن حقوقِ الإنسان والحرياتِ الأساسية.
-طلبِ زيارةِ الدولِ المذكورةِ أعلاه للبحثِ في حالةِ المدافعات ِعن حقوقِ الانسان بشكلٍ مباشر، وإصدارِ تقريرٍ عن ما يتعرضنَ له من انتهاكٍ قانوني لحقوقِهن وحرياتهن.
التواقيع:
2. السيدة ليلى نفاع رئيسة جمعية النساء العربيات – الأردن
3. رجاء المصعبي، رئيسة المؤسسة العربية لحقوق الانسان – اليمن
4. رنا الحسيني ناشطة وصحفية- الأردن
5. علاء الراعي محامي في الائتلاف الوطني لحقوق الطفل، والمؤسسة المصرية بالنهوض بأوضاع الطفولة – مصر
6. رضى الدنبوقي، مدير مركز المرأة للارشاد والتوعية القانونية – مصر
7. زينب غيهيس، ناشطة نسوية – الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات – تونس
8. جمانة مرعي ، مديرة المعهد العربي لحقوق الانسان – فرع لبنان
9. نائلة عواد، مديرة جمعية نساء ضد العنف الناصرة فلسطين
10. شبكة سلمى الإقليمية لمناهضة العنف ضد المرأة
11. مركز النديم لمناهضة التعذيب وإعادة التأهيل / مصر
12. الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء – المغرب
13. عزة سليمان، محامية بالنقض مصر
14. مؤسسة قضايا المرأة المصرية
15. سعاد ابودية ناشطة ومستشارة المساواة الان لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا
16. التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
17. المؤسسة القانونية لمساعدة الاسرة وحقوق الانسان – مصر
18. اميرة عبد الحكيم ناشطة – مصر
19. نبيلة اسبنيولي ، مديرة مركز الطفولة حضانات الناصرة فلسطين
20. فتحي مرشود مدير لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين فلسطين
21. بكر عواودة مدير جمعية الجليل القطرية العربية للبحوث والخدمات الصحية فلسطين
22. مريم الرويعي ، مركز تفوق الاستشاري للتنمية
23. منال أبو طالب، جمعية النساء العربيات
24. جواهر الطاهر ، محامية مصرية مؤسسة قضايا المرأة المصرية
25. ناصر عطالله
26. رندة سنيورة مديرة مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي فلسطين
27. انتصار الميالي رابطة المرأة العراقية العراق
28. عفاف شعبان ، جمعية المرأة التونسية تونس
29. غيدا عناني مؤسسة أبعاد
30. يمينة حوحو ، ناشطة ومحامية الجزائر
31. سامة عويضة، مديرة مركز الدراسات النسوية فلسطين
32. حليمة جويني، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان تونس
33. منظمة كفى عنف واستغلال- لبنان
34. عايده العيساوي
35. يارا العبوة