لتُفْرِج الحكومة البحرينية فوراً عن المدافعة ابتسام الصائغ!

لتُفْرِج الحكومة البحرينية فوراً عن المدافعة ابتسام الصائغ!

الصورة تصميم دانا طارش*
Picture by Dana Taresh

اعتقلت القوات البحرينية مساء 3 يوليو/تموز 2017 المُدافِعة عن حقوق الإنسان ابتسام الصائغ بعد دهمِ منزلِها من دون أمرٍ قضائي. وكانت السلطات البحرينية أوقفتها الشهر الماضي وتعرضت للتعذيب واعتداءاتٍ جسدية وجنسية في المجمّع الأمني في المُحَرَّق.

وفي التفاصيل أنه 3 يوليو/تموز 2017، وصلت خمسُ سياراتٍ مدنية إلى منزلِ المُدافِعَة وقد اقتحمه ضباطٌ بملابسَ مدنيةٍ وأوقفوها من دونِ تقديمِ مذكرةٍ رسمية. وأفادت عائلتُها أن معتقليها كانوا يضعونَ أقنعةً ويحملون أسلحة متنوعة. وفي 4 يوليو/تموز 2017، أكدت سجيناتٌ في سجن مدينة عيسى رؤيةَ ابتسام الصائغ وكانت مصابة بجروحٍ عدة بعد استجوابها.

 الصائغ مدافِعةٌ تعمل على توثيقِ انتهاكاتِ حقوقِ الإنسانِ في البحرين وقد استُهدِفَت مراراً وتكراراً لمجرد كونها مدافِعةً عن حقوق الإنسان. ففي 12 حزيران/يونيو 2016، أي قبل يومٍ واحدٍ من بدءِ الدورة الثانية والثلاثين لمجلسِ حقوقِ الإنسانِ التابع للأمم المتحدة، أخضعت السلطات البحرينية الصائغ ومعها عدد من المدافعاتِ عن حقوق الإنسان لحظْرِ السفرِ، ولم يكن أيٌ منهن على علمٍ بمنعهن من مغادرةِ البلادِ قبل توجههن إلى المطار للسفر بهدفِ المشاركةِ في الدورة. وجاء حظرُ السفر رداً مباشراً يستهدفها بسبب دورها في توثيقِ الانتهاكات.

وفي 22 كانون الثاني / يناير 2017، استدعت الشرطة البحرينية الصائغ للتحقيق. واستُجوبت بشأنِ عملِها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك البيانات التي قدّمتها عن عمليات الإعدام الأخيرة في البحرين وموقفها منها. وحذرها المُحقِق من تجاوزِ “الخط الأحمر”، إلا أن الصائغ لم تفهم ما قصدَه بـ”الخط الأحمر”. وهددها مسؤولو إدارة التحقيقات الجنائية بالاحتجاز ِوالتوقيف، كما لوَّح المحقِقُ بفتحِ قضايا ضد أفراد عائلتها إذا لم تتعاون مع الشرطة. وفي ختامِ التحقيق، سُمح لها بمغادرةِ المكان.

وفي 25 مايو/أيار 2017، تلقت الصائغ اتصالاً هاتفياً من وكالة الأمن القومي، وطُلب منها المثولُ أمامَ مجمَّع الأمنِ القومي في المحرَّق. وبعد وصولها إلى هناك في اليومِ التالي، عصب رجالُ الأمنِ عينيها، وتعرضت للتعذيب البدني والنفسي لسبعِ ساعات. قالت الصائغ إنها ضُربت في كل جسدِها ومُنِعت من الجلوس. كما ضربها الضابط على أنفِها وبطنِها بشكل خاص بعد أن علم أنها خضعت لعمليةٍ جراحية في الأنف وتعاني من آلامٍ في القولون. وتعرضت لاعتداءات جنسية وهُددت بقتلِ ابنها. وطوال تعذيبها واحتجازها، استجوبتها قوات الأمن البحرينية بشأنِ الهجوم الذي شنته الحكومةُ في 23 مايو/أيار على المتظاهرين السلميين، وما إذا ما كانت على صلةٍ بمدافعينَ ومدافعاتٍ عن حقوقِ الإنسان،ِ وسئلت عن مشاركتها السابقة في لجنةِ حقوق الإنسان. ويمكنكم/ن قراءة توثيقات الصايغ لمنظمة العفو الدولية هنا.

ولوَّحت السلطات البحرينية بمواصلةِ استهدافها في حال لم تتراجع عن كل نشاطاتها في مجالِ الدفاعِ عن حقوق الإنسان. وعمدوإطلاقها من المجَّمع الأمني في وقت متأخر من الليل، لم تتمكن الصائغ من السيرِ على نحو سليم ونُقلت إلى مستشفى لعلاج.

وفي الأسابيع التي سبقت تعذيبَها واستجوابَها الشهر الماضي، كانت جهاتٌ فاعلةٌ في المجتمع المدني والسياسي البحريني عرضةً للمضايقاتِ والترهيبِ في حملةٍ واضحةٍ نفذتها الحكومة البحرينية. وفي 15 مايو/أيار 2017 نشرت الصحيفة الرسمية البحرينية تهماً للصائغ بتلفيقِ ما وثقتْه بشأنِ انتهاكاتِ حقوقِ الإنسانِ في البحرين.

ويأتي اعتقال ابتسام الصائغ بعد شهرٍ من توثيقها ما أصابَها من تعذيبٍ واعتداءاتٍ جسديةٍ وجنسيةٍ وتهديداتٍ، مما يجعلُها في خطر التعرض لكلِ ذلك مجدداً، خاصة أن البحرين ضاعفت في الأشهر الأخيرة استهدافَ المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان.

إن اعتقالَ الصائغ ومضايقتها بشكلٍ متكررٍ مثالٌ عن الاضطهاد الذي تتعرض له المدافِعاتُ عن حقوقِ الإنسان. فالسلطات البحرينية تنتقم من الصائغ على خلفية عملِها الذي يوثقُ انتهاكاتِ حقوقِ الإنسانِ في البلاد.

ولذلك، يطالب التحالفَ الإقليمي للمدافعاتِ عن حقوقِ الإنسانِ في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا السلطاتِ البحرينية بالإفراجِ الفوري وغير المشروط عن ابتسام الصائغ، ووضعِ حدٍ فوري للمضايقات التي تتعرضُ لها، بما في ذلك التهديدات الموجهة إلى أفراد أسرتها. كما نذكر حكومة البحرين بأن اعتقالَها ابتسام الصائغ بهذا الشكلِ غير المشروع يتنافى مع التزاماتِها الدولية باحترامِ حقوق الإنسان والحريات الأساسية ويتعارضُ مع العهودِ والمواثيق الدولية التي صادقت عليها.  إن اعتقالَ المدافعةِ البحرينية ابتسام الصائغ تخلٍ مخزٍ عن أولئك الذين يواصلون السعيَ السلمي لتحقيقِ الديموقراطية وحماية حقوق الإنسان في البحرين، وعلينا جميعاً الدفاعُ عنهم والمطالبة بحريتهم.

Facebook
Twitter
LinkedIn