تونس: النسخة الثانية من المهرجان الدولي النسوي للفنون “شوفتُهُنَّ”

تونس: النسخة الثانية من المهرجان الدولي النسوي للفنون ” شوفتُهُنَّ”

شهدت تونس في أيار/مايو 2016 تجمُعَ عددٍ كبيرٍ من الفعاليات النسوية، من ناشطاتٍ وفناناتٍ  شاركنَ في النسخةِ الثانية من المهرجانِ الدولي النسوي للفنون “شوفتُهُنَّ”. واستضافت الأيام الثلاثة  أعمالاً فنيةً مختلفة في مجالاتِ السينما والمسرح والنحت والموسيقى والتصوير والغرافيتي، إلى تنظيمِ العديدِ مِن ورشِ العملِ. وشاركت في المهرجان 90 فنانةً من 37 دولة وقصَدَه آلاف الزوار.

“شوفتُهُنَّ” مبادرةٌ من إعدادِ المنظمةِ النسويةِ شوف ماينوريتيز (شوف الأقليات)، وهي منظمةٌ تخاطبُ قضايا النساءِ والأقلياتِ الجنسيةِ في تونس وتكافحُ في سبيلِ “إيجاد فضاءٍ آمنٍ للنساءِ التونسياتِ، خاصةً ذوات التوجهاتِ الجنسيةِ المختلفة، بمنحِهن فرصةً للتعبيرِ عن أنفسهن بحريةٍ بعيداً من أنظمةِ القمعِ التي يفرضُها واقعٌ يرفُضُ منحَ النساءِ الحقَ في أي توجهٍ جنسي يخالِفُ أعرافَ المجتمعِ الذي نعيشُ فيه ويمكِنُهن من العملِ على تطويرِ قدراتِهن”.

ووفق المنظمين، فإن المهرجانَ انبثقَ عن فرقةِ عملٍ صغيرةٍ من النساء اللواتي تحدين إقفالَ فضاءِ الفنِ والثقافة أمام النساءِ والأقلياتِ الجنسيةِ في تونس، يهدفِ تمكينِ النساءِ والأقليات الجنسية من إيصالِ الفنِ والثقافةِ غير المؤطَرَين إلى الجمهورِ في تونس والمنطقةِ وحول العالم. وحاولَت أولئك النساء إيجادَ فرصةٍ فريدةٍ لأخواتهن من أجلِ عرضِ وجهاتِ نظرهن من خلالِ الفن.

“لا تزالُ النساءُ في الكثير من البلدانِ يتحدثنَ اللغةَ ذاتها، وهي الصمت”. وكان هذا موضوع النسخةِ الثانية لمهرجانِ “شوفتُهُنَّ”، وهو مستوحى من قولٍ للمؤرخةِ الهندية أناسووا سينغوبتا Anasua Sengupta.

وقد أجرى “التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” الحوارَ التالي مع بشرى تريكي من منظمة  “شوف” وهي إحدى منظمي مهرجان “شوفتُهُنَّ”:

  • كيف كانت بداية “شوفتُهُنَّ”؟
  • بدأ المهرجان عام 2015، وكان الهدفُ بدايةً من تلك المبادرة توفير فضاءٍ للفناناتِ التونسياتِ والهاوِياتِ لكي يلتقين ويعرضن أعمالَهُن. وعندما أطلقنا الدعوةَ للمشاركةِ في المهرجان، فوجئنا حقيقةً بإبداءِ العديدِ من الفناناتِ الدولياتِ اهتمامهن به، فقررنا فتحَ حدودِ المشاركةِ لتكونَ دوليةً. وهذه السنة استضاف المهرجانُ نحو 40 فنانة من جميع أنحاء العالم. وقد كان أمراً رائعاً أن نشهدَ كل هذا التضامنِ وتبادل وجهاتِ النظر طوال الأيام الثلاثة للمهرجان.
  • كان موضوعُ النسخةِ الثانية من المهرجان هو شعار “لا تزال النساءُ في الكثير من البلدانِ يتحدثن اللغة ذاتها، وهي الصمت”، هل بإمكانك أن تحدثينا عن هذا الموضوع وأسبابِ اختيارِه ليكونَ شعارَ المهرجان لهذه السنة؟
  • الشعارُ قولٌ للمؤرخةِ الهندية أناسووا سينغوبتا، (وقد أدركنا بعدما استخدمت هيلاري كلينتون هذا القولَ في أحد خطاباتها، أنه لم يكن مصدرَ إلهامِنا الأول!)

أعتقدُ أنه يلخصُ ما تتصدى له منظمةُ “شوفتُهُنَّ” وتحاربُه، وهو كل المحرماتِ الاجتماعية التي تطوّقُ النساءَ في الحياةِ عامةً وفي الفن. نحاول أن نتيحَ انتشاراً وفضاءً مفتوحاً لأولئك النساء، وكذلك صوتاً للفناناتِ والناشطات بعيداً من أيِ  رقابةٍ.

  • كيف كانت مشاركةُ النساءِ في المهرجانِ هذه السنة؟
  • شارَكَت 90 فنانة  من المجالاتِ الفنيةِ المختلفةِ (السينما والفن التشكيلي والرسم والتصوير والموسيقى والمسرح)، وقد عرضنَ أعمالهن في “شوفتُهُنَّ”. كان من ضمنهن 40 فنانةً أتينَ من بلادٍ أخرى والتقينَ الفناناتِ التونسيات. كما استضافَ المهرجانُ العديدَ من الناشطاتِ اللواتي تحدثنَ في ندوتين. أما الجمهور فكان بمعظمهِ من النساء، وإن يكن العديدُ من الرجالِ حضروا وأبدوا اهتمامَهم بالمهرجان. وتشكلَ فريقُ العملِ والتطوعِ من نساءٍ ومتحولاتٍ جنسياً بالإضافة الى منسقينَ للموسيقى. وكان مذهلاَ ورائعاً أن نرى كل هؤلاءِ النساءِ يتفاعلن ويعملنَ ويتبادلنَ الآراءَ مع بعضهن البعض في فضاءٍ آمنٍ.
  • لماذا برأيكِ من المهمِ إقامةُ مهرجانٍ نسائي في منطقتِنا؟
  • أظن أنه من الأهميةِ بمكانٍ لأنه يتيحُ طريقةً جديدةً للتعبيرِ عن النسويةِ والنشاطِ في هذا الإطارِ في منطقتنا. فعلى سبيل المثال، اطَّلعنا على أفلامٍ عن نساءٍ صنعَتها نساءٌ من بلدانٍ مختلفةٍ وثقافاتٍ مغايرة، الأمر الذس يساعدُ في فتحِ حوارٍ مع وسائلِ الإعلامِ والجمهورِ والفنانين الذين لا يهمُهم عادةً موضوعُ النسويةِ. وباختصار، يضع المهرجانُ نساءً من خلفياتٍ شديدةِ التنوعِ والاختلافِ في تواصلٍ كاملٍ وكلي.
  • كيف تتعاملنَ في “شوفتُهُنَّ” مع قضايا المثلياتِ والمثليين والمزدوجين والمتحولين، وكيف يتفاعل الناس معها؟
  • الكثيرُ من المشاركاتِ هنَّ من المثلياتِ والمتحولاتِ، والكثيرات منهنَّ يعبّرنَ عن أنفسهن من خلالِ أعمالِهن الفنية. ذلك أنه من طريقِ الفنِ نستطيعُ إيصالَ رؤيةٍ إيجابيةٍ عن فئةٍ تتعرضُ للظلم في منطقتِنا، ونساهمُ في انطلاقِ حوارٍ بناءٍ حول هذا الشأنِ.
  • هل تطلعينا على مشاريعكنَّ للسنةِ المقبلة في ما يتعلقُ بالمهرجان (في حال كنتن اتخذتن بالفعل قراراتٍ بهذا الشأن)؟
  • لا نزالُ نناقشُ كيف ستكون النسخةُ المقبلة للمهرجان، وذلك رهنٌ بعواملَ عدةٍ مثل التمويل والشركاء والأماكن… لكننا نتمنى امتدادَ المهرجان لأكثر من ثلاثةِ أيامٍ وأن يجري في أكثرَ من مكان من أجل زيادةِ الانتشار والاستمتاع الأكبر بالتجربةِ.

Facebook
Twitter
LinkedIn