نقف مع مزن حسن وعزة سليمان!
نداء للمجتمع الدولي لحماية المدافعين والمدافعات عن حقوق الانسان في مصر.
في 11 من كانون الثاني 2017 قررت المحكمة الابتدائية لشمال القاهرة ان تجمد اصول المدافعة عن حقوق الانسان والمحتفى بها دوليا، الاستاذة مزن حسن، وهي المديرة التنفيذية لمؤسسة “نظرة للدراسات النسوية.” وحيث ضم الحكم ايضا قرارا يفيد بتجميد اصول شركة نظرة للدراسات النسوية وجمعية نظرة للدراسات النسوية والمسجلة منذ 2007 في وزارة التضامن المصرية. ان الحكم الجائر كان بناء على طلب من قاضي التحقيق في قضية التمويل الاجنبي للجمعيات الاهلية والمعروفة أيضا بالقضية 173 لسنة 2011. يأتي هذا القرار ليكون سابقة في تاريخ الجميعات النسوية وايضا ضمن القضية 173. هذا وقد واجهت أيضا المحامية والمدافعة عزّة سليمان والتي ترأس مجلس أمناء “مؤسسة قضايا المرأة المصرية” قرارا مماثلا وجمدت اصولها الشخصية واصول شركة المحاماة الخاصة بها وذلك في 14 من كانون الاول 2016.
أن مزن حسن وعزّة سليمان جزء من التحالف الاقليمي للمدافعات عن حقوق الانسان في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، حيث تتطوع الاستاذة عزة سليمان في اللجنة التنفيذية عن منطقة شمال أفريقيا، و تتطوع الاستاذة مزن حسن كخبيرة إقليمية. وحيث كان لوجودهما في التحالف دورا حيويا في حماية ودعم وتوجيه المدافعات في المنطقة. لذا التعرّض لهن كمدافعات عن حقوق الانسان لا يعطل فقط دورهن في الدفاع عن حقوق الانسان وحقوق المرأة في مصر، بل يدفعنا للإعتقاد ان سلامتهن الجسدية والعاطفية مهددة، وذلك لأن النساء القويات القادرات في منطقتنا غالبا ما يتم عقابهن على تحديهن الابوية وادوارها غير المرنة وخصوصا أن القضايا التي تعمل عليها مزن حسن وعزّة سليمان فضحت إنتهاكات جسيمة والقت الضوء على الواقع الاليم التي تعيشه النساء في مصر بسبب العنف الجنسي وغياب المساواة والقمع الناتج عن قوانين الاحوال الشخصية.
أن مزن حسن وعزّة سليمان مستمرات وبشكل يومي في الدفاع عن حقوق الانسان ودون أي اعتبار للمخاطر المتعلقة بذلك. فقد نجحت كل منهما وفي سياقات متعددة في حماية مئات المدافعات عن حقوق الانسان من خلال التضامن وتقديم الخدمات والحماية. كما اشتبكت كل منهما وبشغف مع الدولة المصرية وكشفن عن المساحات التي تتطلب اصلاحات جدية وذلك حتى تصبح مصر بلدا أمناُ للمصريات. أن توريطهن في القضية 173 لا يمكن فهمه سوى عقابا لهن على ايمانهن بقدرة الدولة في ان تقوم بإصلاحات ضرورية بالنسبة لوضع النساء في مصر.
أن التحالف الاقليمي للمدافعات عن حقوق الانسان في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا يعتبر أن الهجمة الشرسة على المجتمع المدني في مصر وخصوصا على المدافعين والمدافعات عن حقوق الانسان على أنه استراتجية ممنهجة لتجريم الدفاع عن حقوق الانسان وترويج المدافعات والمدافعات عن حقوق الانسان على إنهم مجرمين ومجرمات. ولكن، لا يبدو ان الدولة المصرية قادرة على رؤية الاثار السلبية التي قد تنتج عن هذه الخطوات. أن تجريم الدفاع عن حقوق الانسان يشجع الناس على رؤية الحماية من العنف الجنسي او الحماية من الاستغلال او الحق في الخدمات الاساسية كموضوعات دون اي اهمية، وبالتالي تسمح لتصاعد في العنف في هذه النواحي وغيرها.
أن زميلاتنا، مزن حسن وعزة سليمان لم ترتكبا أي جريمة، بل نعتبرهن من الرائدات في حاضرنا، وان وجودهن قد شكل عنصر من الهام للنساء في لبنان واليمن والسودان والاردن وبلدان أخرى في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وذلك للإحتذاء بهن وتحدي الانتهاكات التي لا تزال في تصاعد مستمر في كل ارجاء المنطقة. أن زميلاتنا قد قدمن الفرص والموارد والنصائح الاستراتجية للمدافعات عن حقوق الانسان في المنطقة وذلك حتى نستمر في مقاومة الابوية والعنف والقمع المفروض على النساء في المنطقة. أن عزة سليمان ومزن حسن من المدافعات عن خقوق الانسان اللواتي تم تكريمهن والاعتراف بإسهماتهن في العالم والمنطقة وعلى صعيد مصر ايضا.
كتحالف للمدافعات في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا نعلن عن بالغ قلقنا بسبب الخطوات الاخيرة للدولة المصرية والتي لا تبشر بحسن النوايا، وقد قمنا كتحالف في الكتابة الى رئيس جمهورية مصر السيد عبد الفتاح السيسي للتوقيف القضية، كما ارسلنا العديد من الرسائل الى وزارة الخارجية للاعتراض على ما يجري، وقد اصدرنا عشرات البيانات لحث الحكومة المصرية ودعوتها للتراجع عن القضية 173 والسماح للزملاء والزميلات في اكمال مسيرتهم المشرفة في الدفاع عن حقوق الانسان في مصر. غير كل الرسائل والبيانات قوبلت بصمت مؤلم. غير اننا نبقىى مؤمنات بأن اصواتنا لها صدى.
أن هذا البيان يتوجه لكل الفاعلين والفاعلات في المجتمع الدولية والجمعيات الاقليمية والمحلية في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وفي العالم، وهو نداء من التحالف لزيادة الدعم والتضامن والضغط على كل صناع القرار في مصر وفتح حوار جدي مع الدولة المصرية وحثها على اقفال القضية 173 وأن تسمح زميلاتنا مزن حسن وعزّة سليمان واللواتي نتشرف بهن في العمل على حقوق الانسان والذي لطالما كان مصدر للإلهام للعالم أجمعين.
WHRDMENA
16/1/2017